Tuesday, December 26, 2006

*Ne me quitte pas..*

جاءني صوت أمها عبر الهاتف مستنجدا.. فقد كنت أنا الوحيدة التي أستطيع إخراجها من تلك الحالة؛عندما تقرر الدخول إلى شرنقتها.. ا
ا
ذهبت لمنزلها و استقبلتني أمها مبلغة إياي أنها ستذهب لقضاء بعض حاجياتها.. و إلى أن ترجع سيكون المنزل لنا وحدنا.. أنا و هي.. ذهبت الأم و أخذت أنا طريقي المعهود إلى غرفتها.. كان الباب مغلقا فطرقته و دخلت.. كان وضع الغرفة مأساويا حقا.. و للإختصار, لم يكن هناك بالغرفة شيئا بمكانه سوى النافذة!.. تحريت خطواتي حتى لا أخطو على أي من ملابسها أو أوراقها المبعثرة.. كان التراب يعلو زجاج النافذة و الستارة القاتمة.. و كنت أرى طريقى عبر الغرفة عن طريق شعاع من الضوء المختلس تحدى تراب النافذة و قتامة الستائر..ا
ا
و في وسط كل ذلك كانت صديقتي على السرير متخذة وضعا جنينياً تحت البطانية يخفيها كلها إلا قدميها التي ظهرتا في شرابها "الموف" العتيد الذي تحارب به برد الشتاء.. اتجهت إليها و أزلت من فوقها البطانية.. رفعت إلي عينين منتفختين ما لبثتا أن برقتا: ا
"إنتِ جيتي!ا"
مدت يديها إلى فجلست إلى جانبها و أنا أحتضنها.. ظلت متشبثة بي في صمت حتى أحسست بدموعها تبلل كتفي..ا
ا
كنت أعلم أنها تفتقده حتى النخاع.ا
اا
أخرجتها من الغرفة و أخذتها إلى المطبخ و أجلستها على أحد الكراسي ريثما أعد "مجين" من الكاكاو الساخن.. جلسَت على ذلك الكرسي و عيونها شاخصة و كأنها في حالة" ترانس" .. كان منظرها مثيرا لضحكنا في الأوقات العادية التي لا تنتابها فيها حالة التشرنق.. كانت دائما ما تخبرني أنها تعلم أنها تبدو "كشحاتين السيدة" في تلك الأوقات.. ا
ا
كان شعرها منكوشاً مع سويت شيرت بني لا يمت بصلة للبنطلون الأسود الذي كانت احدى قدميه عالقة عند ركبتها اليمنى.. بينما تتدلى فردته الأخرى لما تحت كعب قدمها اليسرى, و إذا أضفنا الشراب الموف مع الشبشب الزهري إلى تلك العيون الشاخصة, فيجب علينا مواجهة الأمر: صديقتي أقرب ما يكون إلى "مجاذيب الحسين" و ليس "شحاتين السيدة"!!..ا
أحضرت لها مشطا :"سرحي المأساة اللي على نافوخك دي!".. تناولت المشط في استسلام و "سرحت المأساة".. نعم.. هكذا أفضل كثيرا..ا
ا
أعطيتها "مجها" و أخذت "مجي" و خرجنا للفراندة لنراقب شمس الشتاء و هي" تعافر" في السحب الكثيفة.. جلسنا على "المرجيحة" التي طالما طارت بضحكاتنا و نحن صغار.. و ها هي تتحملنا و نحن كبار..ا
ا
لم تتكلم إحدانا و أكتفينا بالهز البسيط للأرجوحة و شرب الكاكاو في صمت..ا
استمر حوارنا الصامت لأكثر من ساعة, ثم نظرت إليها و كأني استدرك..ا
ا-"طب انتِ نفسك في إيه دلوقتي؟"ا
التفتت إلي و هي تبتسم إبتسامة خفيفة:ا
ا-"نفسي أروح الجنة.." ا

Friday, December 08, 2006

حاليا بالأسواق

قريني العزيز و الموهوب جدا
في أول دواوينه
ا
ا
من ميدان التحرير
لحد سور الكوبري
فضلنا نتكلم
نتكلم
نتكلم
سكتنا و بصينا للنيل
قال لي فجأة:ا
أنا ليه مش عارف أبقى مبسوط ؟
ا