Saturday, August 15, 2009
Saturday, August 08, 2009
ليلى
أجلس في وسط الغرفة المجددة حديثًا: أمامي ثلاثة صناديق تمتلئ بالكتب والأوراق وحاجياتي الصغيرة التي يجب عودتها لأماكنها، بالإضافة إلى طبق غسيل ينتظر أن ينشر منذ الصباح - أفضل وقت لنشر الغسيل هو الليل لو تعلمون. تبدو الغرفة جديدة وهادئة ولكنها مازالت "مش واخدة عليا". أقرر أن أبدأ التعارف بيننا بطريقتي التقليدية. أوصل حاسبي المحمول بالكهرباء، وأتجول بين ملفات الأغاني، فأجد نفسي بداخل ركن ليلى مراد. أدع الحظ يختار الأغنية، فينطلق صوتها مغنيًا "ياللا تعالى قوام ياللا.. دانتا واحشني كتير والله".. دائمًا ما يبدو صوت ليلى مراد كصوت عصفورة مزقزقة فرحة. تبدأ الأغنية بموسيقى تفرح القلب وتبهجه وكأنها "تزغزغه" فتجبره على الابتسام! نسختي من تلك الأغنية هي جزء من فيلم "من القلب للقلب".. تتخلل كوبليهات الأغنية أصوات الممثلين الآخرين بالفيلم. ا
أواصل نشر الغسيل مع صوت ليلى في الخلفية مفكرة أن "ناس زمان دول كانوا حلوين قوي!" ناس زمان كانت أساميهم هدى وعادل وغالب وأحلام وعنايات، وكلما حدث حدث جلل، سواء مفرح أو محزن، ينطلقون بالغناء.. ناس زمان كانوا يبعثون بالجوابات لعادل ليخبروه أن هدى تفتقده وأنه يجب أن يأتي "قوام"! ناس زمان كانوا يقولون "صباح الخير يا نينة"، فيأتي الرد "يسعد صباحك يا بنتي".. ناس زمان كانوا يهدون بعضهم البعض الورد، ويطبخون الألماظية ويحيكون هداياهم! ا
ليلى يا ليلى.. إسمعها وهي تقول "تعالى لي قوام.. قوام.. قوام".. ألا يشبه صوتها في تلك الجملة بالذات رفيف أجنحة الملائكة؟ إستمع لها أيضًا في ذلك الجزء: "أيام تفوت يوم ورا ليلة.. وأصحى وأحلم في خيالك.. والدنيا حلوة وجميلة.. وأحلى من الدنيا جمالك" لأ صحيح.. هوفيه كده بجد؟! تتساءل "يا هل ترى هافرح بهواك.. ولا هواك كله أشواك؟"، فتشفق على ذلك الكائن الملائكي من تلك الأشواك وإن كانت مجازية.. ا
أنهي نشر الغسيل وأبدأ في ترتيب كتبي وأشيائي. يعود أبي من الخارج ليفتح باب الغرفة ويعطيني شوكولاتتي المفضلة، فأبدأ في تناولها وأنا مستمرة في العمل. عند اقتراب الأغنية من نهايتها تقول دولت أبيض: "الربيع دخل بيتنا" تعليقًا على غناء هدى/ليلى.. أرتب آخر أوراقي وأنظر للغرفة فأحس بأنها قد أصبحت أكثر ألفة؛ وكأنها عادت غرفتي من جديد. ا
أستعد للنوم بإغلاق الجهاز، فتطل علي صورتها التي تزين خلفية حاسبي وهي على صخرتها الشهيرة. ألقي نظرة أخيرة على الغرفة العائدة وأهمس لها قبل أن أطفئ الشاشة: "تصبحين على خير يا ليلى.." ا
Subscribe to:
Posts (Atom)