..تواجهني مشكلة
.."لا أعرف كيف أشرحها إلا هكذا: "ليس لي ظل
ظل.. إنعكاس.. لا أعلم.. كل ما أعرفه أني أنظر في مرآتي فلا أرى إلا الخواء.. شبح أنا؟! لا.. لا أظن.. فالكل يتعامل معي و يكلمني.. و لكني لازلت لا أرى نفسي في المرآة00
***
!هل كان لي ظل أبدا؟
!هل كان لي ظل أبدا؟
بالطبع كان لي.. كان لي أنعكاس جميل في المرآة.. مازلت أذكر الفتاة الجامعية الثورية و التي كان حبيبها دائما ما يغني لها.."و الشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا.." .. كانت جميلة حقا.. ترى كيف تبدو الآن؟! سيكون من الغريب أن أسأل أحدا أن يصفني الآن00
أليس كذلك؟
***
!متى إذن إختفى ظلي؟
حسن.. فهو لم يذهب بين ليلة و ضحاها.. لقد تلاشى تدريجيا.. ظننت في البداية أن عيناي تخادعاني.. و لكنها كانت الحقيقة المجردة.. أذكر تلك الليلة التي أظن أن ظلي حزم فيها أمره بالذهاب.. تلك الليلة التي رأيت فيها ظلا مهزوزا في المرآة.. فظننته فقط أثر البكاء00
منذ عشرين عاما00
منذ عشرين عاما00
كان قد قُرر لك السفر.. و لم توافق امي.. كنا مخطوبين.. و تركت لي القرار.. إما السفر و إما نسيانك.. و لكن إختياري الحقيقي كان بينك و بين أمي.. لماذا و ضعتني في ذلك الموقف؟.. لم أستطع تحطيم قلبها.. فتحطم قلبي و لم أرك ثانية00
سافرت و هجرتني.. مدعيا أني هجرتك أولا00
..أفتقدك
..و لكن ظلي لم يختف كليا وقتها
..كان هناك.. شبحا غائما يزداد قتامة كل يوم.. و لكنه كان هناك
..إشتريت عشرات المرايا.. و جربت عشرات الأطباء.. و كان التأكيد الدائم أن كل شيء على ما يرام
..إشتريت عشرات المرايا.. و جربت عشرات الأطباء.. و كان التأكيد الدائم أن كل شيء على ما يرام
..ثم تزوجت
و ظل شبحي يتلاشى يوما بعد يوم.. أذكر يوم أختفى تماما.. يوم طلقت بعد عامين من زواجي.. طلقني زوجي عندما وجد حبوب منع الحمل في دولابي.. كان طلاقا هادئا.. مثلما كان زواجا هادئا.. ذهب كل منا في طريق و لم أعرف عنه شيئا بعد ذلك00
..نظرت يومها في المرآة.. و لم أر شيئا.. فقط الفراغ و هواء الغرفة
..و لم يكن ذلك ما أفزعني
..و لم يكن ذلك ما أفزعني
..بل أفزعني عدم إهتمامي للأمر
..حقا لم أهتم.. كأنه كان شيئا مقدرا
..حتى لم أتسائل أين ذهب ذلك الظل
..حقا لم أهتم.. كأنه كان شيئا مقدرا
..حتى لم أتسائل أين ذهب ذلك الظل
..و لم أخبر أحدا أني أصبحت أمرأة بلا ظل
***
..ثم هاتفتني اليوم
جاءني صوتك عبر الهاتف بعد عشرين عاما.. كأننا كنا سويا البارحة.. كانت مكالمة قصيرة: "لقد رجعت.. أريد أن أراكِ.." .. وافقت في الحال.. سنتقابل في ذلك المقهى الهادىء.. ترى ماذا تريد؟ أعلم أنك تزوجت و أنجبت.. فماذا تريد؟! لا يهم.. سأذهب على أية حال00
عندما جاء الوقت لإعداد نفسي.. فكرت لأول مرة منذ سنوات في ظلي.. أحتاجه فقط للحظات لأتأكد من هندامي.. و لكنه لم يكن موجودا كالعادة00
ذهبت في الموعد.. وجدتك تنتظر هناك في ركن قصي.. قمت لتصافحني و إحتضنتني بعينيك.. لم تتغير كثيرا.. فقط بعض الشيب المحبب غزا فوديك.. و بعض الخطوط البسيطة التي رسمتها عشرون عاما على وجهك.. لازالت عيناك جريئتان مقتحمتان.. ترى ما رأيك فى!؟
ذهبت في الموعد.. وجدتك تنتظر هناك في ركن قصي.. قمت لتصافحني و إحتضنتني بعينيك.. لم تتغير كثيرا.. فقط بعض الشيب المحبب غزا فوديك.. و بعض الخطوط البسيطة التي رسمتها عشرون عاما على وجهك.. لازالت عيناك جريئتان مقتحمتان.. ترى ما رأيك فى!؟
"..لازلتِ جميلة"-
..إبتسمت لك و صافحتك.. جلسنا و تحدثنا
حكينا عما حدث في حياة كل منا.. حدثتني عن زوجتك و أولادك.. عن محنة مرضها الذي اختطفها منذ بضعة أعوام.. عن غربتك و رغبتك في العودة النهائية و عن رفض أولادك لها.. و حدثتك عن زواجي و طلاقي و عملي.. و غربتي ايضا00
"..لم أنسكِ يوما.. أتعلمين ذلك؟"-
"..إبتسمت.."و أنا أيضا
"..إفتقدتكِ كثيرا.. و أحتاجكِ أكثر"-
"........"-
" !تتزوجيني؟"-
..إتسعت إبتسامتي لتشمل وجهي كله
" ..أتزوجك"-
..و خرجنا من المقهى و أنا متأبطة ذراعك
و إذا بي ألمح على الباب الزجاجي ذلك الغريب الذي ظننت أنني لن أراه ثانية.. كان هناك.. ظل إمرأة أربعينية لا تزال بها بقايا جمال.. متأبطة ذراع الرجل الذي تحب.. مبتسمة إبتسامة كانت قد نست كيف تبدو00
..و لكنها تذكرت الآن
..إبتسمت لك و صافحتك.. جلسنا و تحدثنا
حكينا عما حدث في حياة كل منا.. حدثتني عن زوجتك و أولادك.. عن محنة مرضها الذي اختطفها منذ بضعة أعوام.. عن غربتك و رغبتك في العودة النهائية و عن رفض أولادك لها.. و حدثتك عن زواجي و طلاقي و عملي.. و غربتي ايضا00
"..لم أنسكِ يوما.. أتعلمين ذلك؟"-
"..إبتسمت.."و أنا أيضا
"..إفتقدتكِ كثيرا.. و أحتاجكِ أكثر"-
"........"-
" !تتزوجيني؟"-
..إتسعت إبتسامتي لتشمل وجهي كله
" ..أتزوجك"-
..و خرجنا من المقهى و أنا متأبطة ذراعك
و إذا بي ألمح على الباب الزجاجي ذلك الغريب الذي ظننت أنني لن أراه ثانية.. كان هناك.. ظل إمرأة أربعينية لا تزال بها بقايا جمال.. متأبطة ذراع الرجل الذي تحب.. مبتسمة إبتسامة كانت قد نست كيف تبدو00
..و لكنها تذكرت الآن
..فقد أصبحت أمرأة ذات ظل