كان أن جعلتها أعوامها القليلة تتقبل فكرة الفقد إلى حد ما، على الرغم من عدم بساطتها بالنسبة لها. لم يجعل ذلك فكرة الفقد أسهل أو أقل مرارة، ولكنها أصبحت شيئاً لابد أن تتقبله؛ ببساطة وبشكل رئيسي: لأنه لا يوجد خيار آخر. ا
ا
ما لم يمكنها أبداً أن تتقبله أو تستوعبه كان تلك المرحلة التي تسبق الفقد التام.. مرحلة التلاشي التدريجي لوجود ما في حياتك، بكل تفاصيله الصغيرة ومعالمه.. يتلاشى تدريجياً حتى تصبح غير قادر على تمييزه، وحتى تبدأ في التساؤل الذاهل الحزين إن كان قد وُجِد يوماً من الأساس.. ا
ا
كان الفقد يجعلها تشعر بالخواء -فعلياً لا مجازياً- أو كما كانت تصفه: "خُرم في القلب"، ولكن لمرحلة التلاشي التدريجي إحساس مختلف، فمع كل تفصيلة تسقط، كان جزءً صغيراً منها يموت: فكأن جزء صغير منها يعاني سكرات الموت لأيام وأيام حتى يأتي الخلاص الأخير: الفقد التام. كلما أظلم جزء من المشهد، أظلم جزء في روحها. ا
ا
كان المؤسف في الأمر بالنسبة لها هو فكرة العجز التام.. فكل شيء يختفي تدريجياً وببطء شديد قد لايلحظه غيرك، وأنت جالس هناك تراه يذهب ولا تستطيع فعل شيء، وكلما حاولت الإمساك بتلابيب الذكريات؛ فكأنك تطارد طيفاً لا يزيده ذلك إلا اختفاءً. ا
ا
تَتَكَوَّر على نفسها تحت الأغطية في نهاية اليوم، وفي ظلام غرفتها تفكر في ذلك الوجع الصاعد من الأعماق، وتفكر أيضاً في أن غداً سيكون يوماً آخر تكون "أنت" فيه أقل، وينطفئ جزء آخر من النور بداخلها. ا
ا
تصبح على خير. ا
6 comments:
بجد البوست بتاعك جميل ... حسيت و انا بقراه انى شايف الانسانه اللى انتى بتتكلمى عنها على خشبه مسرح كبير و هى لوحدها .. المسرح منور و بعدين تبدا الانوار فى الخفوت و الاظلام تباعا لحد ما يفضل شعاع نور صغير جدا و يبدا هذا الشعاع فى الخفوت ايضا
على فكرة احنا فعلا مش مجرد كلام مجازى كل يوم بنصبح اقل ... اقل من ناحيه العمر و الوقت اللى فاضلنا فى الدنيا
اسلوبك رقيق جدا و حساس
ويفضل الخرم ده يكبر لغاية مايقضي على المساحة اللي جوه كلها
وده قول مضحك في حد ذاته لو اعتبرنا إن اللي ح يقضي على اللي جوه فراغ
..
أنا باقول الكلام ده من فترة ماحدش راضي يصدقني ..
..
مبروك عودتك للكتابة :>
وانت من اهل الخير
الحقيقة جميل عجبنى
لكن استغربت بعض الشيء انك الى حد ما متشائمة او ده احساس جانى من بين السطور
مش عارف هو ليه لازم كل شيء ينتهى بانطفاء النور والتلاشى!؟
اعتقد ان الحياة بقت لا تحتمل اكثر مما فيها من عدم التفائل
اتمنى لك كل خير
Nour, between all the blogs i used to know and read you are the only one unique, still has the same line and same taste, I couldn't help during the last 3 years but to visit you from time to time to read your posts and smile... the smile that no other blog could bring to my face...
Bye my sweetest writer :)
كامتك جميله قوى ومدونتك حلوة قووووووووووووووى
FREESOOOOOOOOOOOOUL :D
My friend, my friend, my friend!! :D How I missed your warm comments! And believe it or not, you did cross my mind many times too, even when I wasn't writing anything here :) Pass by 3la toul b2a; always anticipating your lovely comments! :)
See you :)
Post a Comment