Saturday, April 04, 2009

آخر مرَّة


"آخر مرة.. آخر مرة".. رددت جنبات عقلها الكلمات في محاولة فاشلة للاستيعاب. وحينما قال لها بطريقته المسرحية المعهودة - محاولاً أن يبدو ممازحاً - "وداعاً"، أجفلت. ولكنها سرعان ما ردت بضحكة مرتبكة - محاولة أن تبدو ممازحة أيضاً - "خلاص نويت تنتحر؟! إوعى تعملها من غيري!". ضحك. ضحكت. انتهت المكالمة.

ظلت تحملق في السقف المصمت - والذي لا تراه أصلاً عبر ظلام الغرفة. آخر مرة. ضمت الهاتف إلى صدرها (حيث يفترض بالقلب أن يكون) وهي تتساءل عن الوقت الذي سيأخذه نسيانه لصوتها / نسيانها لصوته. آخر مرة. أحست بالألم يتصاعد داخلها - كموجة مَدّية كبيرة توشك أن تقتلعها من مكانها - فأخرسته بقرارها: غداً، ستتظاهر بأنه لم يوجد قط. غداً، ستتظاهر بأن النور لم يولد أبداً. غداً، ستتظاهر بأنها ما زالت حيَّة.

3 comments:

ماشى الطريق said...

:((((

3aziz 3eni said...

مؤلم جدا الاحساس ده
التظاهر بالحياة
اكيد لازم تكون حيه والا الالم ما يكونش له معني بدون حياة
بعد الالم لازم يكون فيه سعاده
هي دي الحياة
الم وسعاده

محمد المصري said...

هو فعلاً خلاص آخر مرة آخرة مرة ؟؟

ساعات بيبقى ده الصح ، وساعات بيبقى لسه فيه بس الناس مبتاخدش بالها غير لما الوقت يعدّي

بس في كل الأحوال الألم مش بيخرس بالتظاهر للأسف